العنصرية وتعديل الشهادة في ألمانيا: واقع لا يمكن تجاهله!
العنصرية وتعديل الشهادة في ألمانيا: واقع لا يمكن تجاهله!
تكرّر هذا السؤال عليّ كثيراً في الآونة الأخيرة:
“هل توجد عنصرية في إجراءات التعديل في ألمانيا؟”
وأنا أجيب بصراحة، انطلاقاً من تجربتي الشخصية كطبيب أجنبي في هذا البلد منذ أكثر من 12 سنة:
نعم، هناك عنصرية… ولكن!
ليست عنصرية مباشرة أو واضحة دائمًا، لكنها موجودة – وبدرجات متفاوتة – تتأثر بالمناخ السياسي والاجتماعي، وبطبيعة المنطقة، وبنظرة المجتمع للأجانب القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي.
قرأت مؤخرًا تعليقًا من زميل في مجموعة طبية قال فيه إنه رسب في امتحان المعادلة، رغم أن زملاء آخرين – لغتهم لم تكن أفضل منه – اجتازوا الامتحان بنجاح!
للأسف، هذا واقع نراه ونسمعه، ونتعايش معه يوميًا. أسمع آراء زملاء العمل، أراقب نظرة المجتمع، وأشعر في أحيان كثيرة بأن بعض الموظفين يرون الأجنبي – خصوصًا من خارج أوروبا – على أنه “لا ينتمي” لهذا المجتمع أو لا يستحق نفس الفرص.
وهنا تأتي النقطة الجوهرية:
في مسار التعديل، الشخص الذي يمسك ملفك ويقرر مصيرك – غالبًا موظف ألماني – قد يبني رأيه عليك من شكلك، اسمك، لهجتك… ومن هنا تبدأ الصعوبات.
في بعض الحالات، الموضوع لا يتعلق بكفاءتك فقط، بل بنظرة الموظف إليك.
هل هذا يعني أن ألمانيا بلد عنصري؟
لا.
برأيي المتواضع، لو كانت كذلك، لما استقبلت آلاف اللاجئين من سوريا ومن دول أخرى وقدّمت لهم فرصًا جديدة للحياة.
لكن لا يمكننا أيضًا أن نغضّ الطرف عن حقيقة أن العنصرية لا تزال موجودة في بعض الزوايا – في بعض المناطق، في بعض الإدارات، وفي بعض العقول.
رسالتي لك، زميلي العزيز:
كن مستعدًا نفسيًا.
لا تدخل ساحة التعديل متوهّمًا أن كل شيء سيكون نزيهًا وسلسًا. ضع في اعتبارك أن بعض العقبات قد لا تكون بسبب ضعفك، بل بسبب تحيّز موجود عند الطرف الآخر.
جهّز نفسك لغويًا، علميًا، وشخصيًا.
وابحث دائمًا عن الولاية المناسبة والبيئة العادلة التي تقدّرك كإنسان وكطبيب، لا كجنسية.
ألمانيا ليست جنة… لكنها ليست جحيمًا أيضًا.
هي ببساطة بلد يحكمه النظام… لكن هذا النظام يُدار في النهاية من بشر.
وبين البشر، ستجد من يدعمك… وستجد من يحبطك.
احفظ قوتك، ولا تجعل نظرة موظف تحدد مصيرك.
هل توافقني؟ شاركني رأيك في التعليقات.
تعليقات
إرسال تعليق