ضربتني و هربت
في صيف عام 2018 تقريباً كنت في طريقي (في دولة اوروبية) من العمل إلى البيت. بينما كنت جالس في الترام و كما العادة كنت اقرأ كتاب 📕 وقتها، فجأة ‼️ ومن غير سابق إندار قامت سيدة 👩🦳 في متوسط الثلاثين من العمر تقريباً بمهاجمتي اي بالتحديد بضربي على راسي من الخلف😵💫 بصراحة لم أتدارك الموقف في الثواني الأولى بحكم الصدمة و كدلك تدفق الأدرينالين بسرعة. بعدها جاء رد فعلي كالبركان 🌋. قمت بسرعة و أمسكت بذراعها اليمنى، لان السيدة مباشرة بعد ضربي كانت ترغب في مغادرة الترام 🚃. برد فعل عفوي في تلك اللحضة فتحت الباب الى مشاعر الغضب. و النتيجة كانت زمجرة عالية جدا في الترام و غضب عارم أدى في النهاية إلى توقف الترام و قدوم سائق الترام و معه مجموعة من الركاب ومن بينهم رجال امن طالبو مني و بشدة ترك السيدة و مغادرة الترام!
مالدي كنت ستفعله ان كنت في مكاني؟
في تلك اللحضة لم أتحكم في مشاعري او بمعني غضبي و لم اكن أتجاوب مع رجال الامن! لأنه فقط كان في داخلي موقف الغضب و العنصرية! نعم كنت أشعر بالعنصرية في تلك اللحظة. أنا الرجل العربي الذي يتمتع بالقوة و الهيبة يتعرض إلى هجوم من سيدة في دولة عربية و مع ذلك يطلب منه المغادرة فوراً و كدلك ترك يد السيدة التي هاجمته! وليس هدا فحسب بل مع ارتفاع غضبي ارتفع صوتي بحدة و صار مزعجاً إلى عشرات من الركاب المحيطين بي. كنت أتذكر الموقف جيداً عندما كانت سيدة تبلغ من العمر 60 عاما تقريبا، بمهاجمتي لفظاً بقولها اني اجنبي و ليس مرحباً بي في هدا البلد و انه يجب علي ان أعود إلى بلدي العربي، كانت تردد عبارات مثل هنا لا نضرب المرأة في مجتمعنا كما تفعلون انتم في مجتمعكم. ارجع إلى بلدك أيها الهمجي!
اي يعني حرفياً بعده الترجمة المذكورة.
بعد عبارات الكراهيه و كدلك اصرار رجال الامن تركت السيدك تغادر بسلام. و كنت احاول بيأس ان ابرر موقفي و كدلك ان اشرح الحادثة و ما اللدي حصل بالتحديد و لاكن لا حياة لمن تنادي.
أيها السادة أنا لم أضرب السيدة، أنا لم أقم بفعل اي سوء، أنا إنسان مسالم، أنا طبيب أسنان 🦷 أنا ليست لدي نية في إزعاجكم….الخ
وبعد لحضات قليلة تدخلت سيدة 👩🦳 شقراء جميلة في منتصف العشرينات، وقالت ما رآت و مالدي حصل بالتحديد. نعم اي ان هدا الشاب الأجنبي (العربي) لم يفعل اي شيء سيئ كان فقط يحاول الدفاع عن نفسه و ان يتكلم مع السيدة عن الدي حصل و سبب هجومها عليه.
وفي لحضات عم الصمت المكان و لم يقل أحد كلمة واحدة ضدي! في هده اللحضة ادركت انه لحفظ ماء وجهي يجب علي فوراً مغادرة الترام والخروج مكسور الخاطر و غاضب كالبركان الثائر!
بعد حوالي 7 سنوات من حدوث هذا الموقف وانا أتدكر الحادثة، أنا المخطئ في ذلك اليوم ؟ هل تتفق معي؟
لاني وقتها لم أتعلم مهارات ضبط النفس او إدارة الغضب، لم أتعلم فن التعامل مع الناس او حتى الحوار. كنت فقط أسير على ما تمليه علي مشاعري. اي يعني كنت فقط مرآةً تنعكس عليها افعال الغير. كنت عرضة إلى اي محفز او مثير خارجي
انت ربما لن تتفق معي فيما أقوله او اكتبه فيما يتعلق بهذا الموضوع و لاكن لو اني تداركت الامر في تلك اللحظة و قمت بضبط مشاعري و التحكم فيها فآني كنت فعلاً سآرى بعيني و اكتشف بآن السيدة التي قامت بمهاجمتي كانت تعاني من اضطراب عقلي نعم تلك السيدة لم تكن سوية!
المحصلة فيما اريد قوله هنا 👈 لا تجعل ابداً ان تجعل من مشاعرك تتحكم بك فيجب عليك أن تكون سيد نفسك و قائد روحك.
مشاعر الغضب من الممكن ان تجعل منك شخصاً بغيض و غير محبب بينما التحكم في مشاعرك تجعل منك شخصاً راقياً ناجحاً في جميع مجالات الحياة.
فن إداراة الغضب و التحكم في الذات يمكن أن يتعلمه الإنسان بشكل عام و سهل من خلال كورسات تدريبية ومن أمثلتها وبل اشهرها من البروفيسور طارق الحبيب
او ايضاً قراءة الكتب حول هدا الموضوع ومن اشهرها على حسب رأي الشخصي كتاب الذكاء العاطفي
الدكاء العاطفي
تعليقات
إرسال تعليق