أن تصل متأخراً خير من أن لا تحاول أبداً
عن الزميل الذي عاد، وعن كل من لم يبدأ بعد في يوم من أيام 2023، زارني مريض عربي في العيادة… لم يكن يعاني من ألم، ولا من كسر، ولا حتى من حساسية. جاء فقط لأنه سمع أن هناك طبيبًا عربيًا يعمل هنا. ربما عن طريق فاعل خير، ربما صدفة، لا أعلم. لكنه قال لي: “صديقي طبيب أسنان. جاء إلى ألمانيا قبل فترة… وبصراحة، لم يحتمل. غادر بعد 6 أشهر بسبب البيروقراطية، والآن هو نادم.” قال لي أيضًا إن صديقه يرغب بالتحدث معي، ربما أقدر أساعده. فأجبته بكل سرور: “أكيد، يسعدني أساعد أي زميل.” لكن في الموعد التالي، تفاجأت أن هذا المريض أجرى مكالمة فيديو مع صديقه في غرفة الانتظار، وبدون سماعات! ومن يعرف الألمان، يعرف كم يكرهون الضوضاء. فجاءتني الممرضة تنبهني، وأنا خرجت بهدوء لأطلب من المريض أن يخفض الصوت، لكن قبل أن أتكلم، سلّمني الهاتف وقال لي: “هذا هو صديقي الطبيب، احكي له خطوات التعديل!” يا صديقي… أي خطوات؟ وسط العيادة؟ بالفيديو؟ والمرضى ينتظرون؟ اعتذرت له بكل احترام وطلبت منه تأجيل الحديث لوقت أنسب، وكتبت له كل بياناتي وبريدي الإلكتروني. لكنه لم يرجع. العبرة من القصة؟ المشكلة ليست في البيروقراطية… المشكلة أن الزم...