🧠 دراسة الطب والامتحانات لم تعد تكفي!

💥 الدرس الذي تعلمته من تجربة ميدانية في زمن كورونا

في بداية عام 2021، وبينما كان العالم يعيش العزلة والخوف، وصلَتني فرصة للعمل في دراسة ميدانية لصحة الفم والأسنان للأطفال بين عمر 8 و9 سنوات. كنا نسافر بين ولايات ألمانية مختلفة، ونحوّل قاعة فندق إلى عيادة أسنان متنقلة: نفحص ما يقارب 60 طفلًا يوميًا، نسجّل البيانات في نظام رقمي، ونأخذ طبعات ثلاثية الأبعاد للفكّين.

في البداية بدت التجربة ممتعة وتحديًا جديدًا وسط رتابة الإغلاق العام… لكن بعد أسابيع قليلة اكتشفت أن خلف الأرقام والابتسامات الصغيرة كانت هناك قصة مختلفة تمامًا.


⚖️ فريقان… وعدالة غائبة

في نفس المشروع وُجد فريقان: فريقنا (طبيب ومساعد أجنبيّان)، وفريق آخر يقوده طبيب ألماني متقاعد مع مساعدة ألمانية.
النتيجة؟ عدد الأطفال الذين فحصناهم نحن كان تقريبًا ضعف الفريق الآخر!

لم يكن الجهد متساويًا ولا الأجر كذلك، لكن الفارق الحقيقي كان في طريقة تعامل الشركة. وحين بدأنا نشتكي من الضغط المفرط جاء الرد المؤلم: “أنتم الأجانب أكثر مرونة… ولا يمكن إرهاق الألمان الكبار في السن.”

عندها أدركت أننا لا نعيش مجرد “دراسة علمية”، بل درسًا اجتماعيًا واقتصاديًا عن معنى القيمة والكرامة المهنية.


🧩 زميلة مصرية علّمتني معنى التفاوض

التقيت بزميلة من مصر تعمل في المشروع نفسه. حين فهمت عدم عدالة التوزيع، غادرت ببساطة—من غير استقالة ولا تبرير.

سألتها: “هكذا فقط؟” فابتسمت وقالت: “أنا لم أدرس كل هذه السنوات لأُستغل. من يحتاجني سيجدني، ومن لا يقدّرني لن أقدّم له وقتي مجانًا.”

ظلت الجملة ترنّ في أذني أيامًا. فهمتُ شيئًا لم تُعلّمنا إياه الجامعة: الطبيب الناجح لا يكفي أن يتقن مهنته، بل يجب أن يكون ذكيًّا في التفاوض على قيمته.


💡 الاستغلال لا يحدث دائمًا لأنهم سيئون… بل لأننا ضعفاء في التفاوض

بعدها بدأت أراجع كل شيء: العقود، شروط العمل، وحتى صياغة رسائلي. اكتشفت فرصًا عديدة يمكن تحسينها فقط لو عرفنا كيف نطلبها. في ألمانيا كما في كل مكان: من يتكلم بالأرقام والحقائق يُحترم، ومن يصمت باسم “الرضا” يترك غيره يقرر مكانه وقيمته.


🧭 خلاصة التجربة

كانت التجربة الميدانية مختبرًا للحياة. تعلمت أن الذكاء المهني لا يُقاس فقط بقدرتك على التشخيص، بل بقدرتك على حماية نفسك والتفاوض باسمك.


🎯 رسالة لكل طبيب جديد في ألمانيا

إذا كنت في بداية طريقك نحو المعادلة أو العمل، فتذكّر: الدراسة والامتحانات لم تعد كافية. العالم تغيّر، والقواعد تغيّرت، وتحتاج اليوم إلى خطة، ووعي، وتفاوض ذكي منذ اليوم الأول.

لهذا جمعتُ خلاصة خبرتي في صفحة واحدة منظّمة:

👉 صفحة Notion الرسمية – خدمات، مواعيد، واستشارات
👥 انضم إلى مجموعة الزملاء على فيسبوك


🖋️ بقلم فيموس – Mustafa Hablouss
“تعلمت أن الفشل في التفاوض أخطر من الفشل في الامتحان—لأن الأول يسلبك كرامتك، والثاني يمنحك فرصة جديدة.”

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

🛣️ أسهل طريق للمعادلة في ألمانيا؟

� تعديل شهادة طبيب الأسنان من خارج الاتحاد الأوروبي في ألمانيا 2025

الخطوة الثانية بعد تعلم اللغة الألمانية: ماذا بعد شهادة B2؟