عنوان: “عندما تتحدث كثيرًا… وتقول القليل!”
عنوان: “عندما تتحدث كثيرًا… وتقول القليل!” كان ذلك في نهاية عام 2021. تلقيت اتصالًا بخصوص مقابلة عمل في عيادة أسنان جديدة، أو بالأحرى، ما زالت في طور التشكل. الطبيبة المالكة كانت تسابق الزمن لترميم المكان، وبناء فريق عمل من الصفر. عرض العمل بدا مغريًا من الناحية المادية والمهنية، والموعد كان عند السادسة مساءً، قبل نهاية يوم العمل بنصف ساعة تقريبًا. أتذكر ذلك اليوم جيدًا، فقد كان من أكثر فترات حياتي توترًا؛ زوجتي كانت في أسابيعها الأخيرة من الحمل، وقلبي كان متعلقًا بهاتفي تحسبًا لأي طارئ. أخبرت مديرة العيادة بذلك فور جلوسنا – نوعًا من التهيئة النفسية، لي ولها. لكن شيئًا غريبًا حدث. لم تكن مقابلة عمل بالمعنى التقليدي، بل تحولت إلى مونولوج طويل. هي من تحدثت طوال الوقت، لا عن خطة العمل، ولا عن الرؤية المهنية، ولا حتى عن بنود العقد… بل عن حملها، وتجربتها السابقة في العيادات، وعن الصعوبات البيروقراطية التي واجهتها، وحتى معاناتها في التوفيق بين دورها كأم وزوجة ومديرة. ساعة، ثم ساعتان، وأنا جالس هناك كأنني أُجري دراسة حالة على شخصية من مسلسل درامي. كلما حاولت إنهاء الحديث بلطف، فتحت موضوعًا جد...